مدى الزمن اللازم لتفكك البلاستيك بالكامل

يتواجد البلاستيك في كل جوانب حياتنا اليومية، من الأكياس والحاويات إلى الأدوات الطبية والسلع الاستهلاكية. ومع ذلك، عندما يتم التخلص منه، تبقى هذه المادة الاصطناعية لفترات طويلة، مما يشكل عبئًا بيئيًا كبيرًا. يُشير التقديرات إلى أن أقل من 10% من البلاستيك على مستوى العالم يتم إعادة تدويره، بينما ينتهي معظم هذا البلاستيك في المحيطات أو مكبات النفايات، حيث يسبب تلوثًا دائمًا. تجعل هذه الظاهرة العميقة من الضروري فهم كيفية تأثير هذه المواد على البيئة، حيث إنها مشتقة من البترول وتحتوي على روابط كيميائية معقدة تجعلها غير متوافقة مع العمليات الطبيعية للتحلل.
ما هي المدة اللازمة لتحلل البلاستيك؟
يتفاوت زمن تحلل البلاستيك بناءً على نوعه والظروف البيئية، مثل الرطوبة والحرارة والتعرض للأشعة فوق البنفسجية. يعتبر البلاستيك مادة غير قابلة للتحلل سريعًا بسبب تركيبه الكيميائي، مما يجعله أكثر مقاومة للعوامل الطبيعية مقارنة بالمواد العضوية. على سبيل المثال، يمكن أن تستمر بعض الأنواع في التحلل لعقود أو حتى قرون، مما يسهم في تراكم النفايات ويؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي. يوضح هذا التحلل البطيء أن البلاستيك يستمر في إطلاق مواد كيميائية ضارة مثل الميكروبلاستيك، الذي يتسرب إلى سلسلة الغذاء ويشكل تهديدًا للحياة البرية والبشر.
أنواع البلاستيك وفترات التحلل
من بين الأنواع الشائعة، تبدأ عملية التحلل ببطء شديد، حيث يمكن أن تتحلل أعقاب السجائر في غضون خمس سنوات فقط، بينما تستغرق الأكياس البلاستيكية حوالي 20 عامًا لتتفكك جزئيًا. أما أكواب القهوة المغلفة بالبلاستيك، فتحتاج إلى نحو 30 عامًا، مما يجعلها من المصادر الرئيسية للنفايات في المدن. من جهة أخرى، تواجه المواد الأكثر متانة فترات أطول بكثير؛ على سبيل المثال، تحتاج المصاصات البلاستيكية إلى 200 عام للتحلل، وحلقات علب الصودا تستغرق 400 عام، في حين قد تبقى الزجاجات البلاستيكية لفترة تصل إلى 450 عامًا. أدوات النظافة اليومية مثل فرشاة الأسنان والحفاضات القابلة للاستخدام مرة واحدة تحتاج أيضًا إلى نحو 500 عام، تمامًا مثل الستايروفوم الذي يعيق تدفق المياه ويؤثر على الحياة البحرية.
وفي صدارة القائمة، يظهر خيط الصيد كواحد من أكثر الأنواع خطورة، حيث يمكن أن يمكث في البيئة لأكثر من 600 عام. غالبًا ما يتسبب هذا الخيط في عوائق للحيوانات البحرية، مما يؤدي إلى إصابتها بالإعاقة أو الاختناق ويزيد من المخاطر البيئية. من المهم الإشارة إلى أن إعادة تدوير البلاستيك محدودة، حيث يمكن استخدامه مرة أو مرتين فقط قبل أن يفقد جودته وينتهي به المطاف في مكبات النفايات أو يتسرب إلى المحيطات. وبالتالي، فإن الاعتماد على التدوير وحده لا يكفي لمواجهة التحدي، بل يجب التركيز على تقليل الإنتاج واستخدام بدائل مستدامة.
في الختام، يعد تحلل البلاستيك قضية عالمية تستدعي إجراءات فورية، إذ يستمر تأثيره على البيئة لعقود. من خلال اعتماد عادات أكثر استدامة، مثل استخدام منتجات قابلة للتحلل أو دعم الابتكارات البيئية، يمكننا تقليل هذه الآثار على المدى الطويل. يساعد فهم هذه الفترات الزمنية في رفع الوعي وتعزيز ممارسات أفضل، مما يسهم في حماية كوكبنا للأجيال القادمة. يذكرنا هذا الواقع بأهمية الانتقال إلى اقتصاد أخضر، حيث يمكن للابتكار تحويل التحديات إلى فرص للاستدامة.
تعليقات