حماية حقوق العمل: دور القناة الواحدة في تعزيز العدالة بين العمال وأرباب العمل

حماية حقوق العمل: دور القناة الواحدة في تعزيز العدالة بين العمال وأرباب العمل

في حوار مع صحيفة “عكاظ”، استعرض سفير جمهورية إندونيسيا لدى المملكة العربية السعودية، الدكتور عبدالعزيز أحمد، المستجدات في علاقات البلدين عبر مجالات متعددة مثل السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والتعليم. وأكد على أهمية الزيارات الرسمية، مثل زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى إندونيسيا في عام 2017، التي أحدثت تحولًا كبيرًا في التعاون. كما تناول الفرص الواعدة التي تتيحها رؤية السعودية 2030، حيث يمكن للشركات الإندونيسية المساهمة في مشاريع البنية التحتية والسياحة، بالإضافة إلى مجالات العمالة، والتبادل الثقافي، والجهود المبذولة لتعزيز السياحة المتبادلة.

التعاون بين إندونيسيا والمملكة العربية السعودية

تأسست العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمملكة عام 1950، وشهدت تقدمًا مستمرًا من خلال الزيارات الرسمية والمشاورات رفيعة المستوى. على سبيل المثال، قام الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بعدة زيارات إلى السعودية، مما ساهم في تقوية الروابط السياسية والاقتصادية. وبلغ حجم التجارة بين البلدين 6.621.3 مليار دولار في عام 2024، ما يُظهر زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تشمل الصادرات الإندونيسية السيارات، والزيوت النباتية، والمنتجات الزراعية، بينما يتركز التصدير السعودي على النفط والمنتجات الكيميائية. وفي إطار رؤية السعودية 2030، تُعتبر الحكومة الإندونيسية أن هناك فرصًا وفيرة لشركاتها لتطوير البنية التحتية، مثل الطرق والجسور، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في قطاع السياحة، لتحقيق التنوع الاقتصادي.

تعزيز الشراكة الثنائية

في مجالات الثقافة والتعليم، يعمل البلدان على تعزيز التبادل من خلال برامج تبادل الطلاب، حيث يُسجل عدد الطلاب الإندونيسيين في السعودية الآلاف، بينما يسعى الجانب الإندونيسي لزيادة عدد الطلاب السعوديين في إندونيسيا. تشمل المبادرات الحالية تعليم اللغة الإندونيسية في السعودية، وترجمة أعمال العلماء الإندونيسيين إلى اللغة العربية، وتنظيم مؤتمرات مشتركة وتبادل الباحثين. وبخصوص ملف العمالة، تم توقيع اتفاقية لاستئناف إرسال العمالة الإندونيسية إلى السعودية بعد توقف دام عشر سنوات، مع التركيز على نظام “القناة الواحدة” لضمان حماية حقوق العمال وتوفير التدريب المناسب لهم. يهدف هذا النظام إلى تعزيز الثقة بين الجانبين وتقليل الشكاوى، ويُمنع بموجبه استخدام تأشيرات الزيارة لأغراض العمل، حيث يُقدر عدد العمال الإندونيسيين المسجلين في السعودية بحوالي 351,373 شخصًا، يعملون في مجالات مثل الضيافة، والتمريض، والخدمات المنزلية.

أما بالنسبة للتبادل السياحي، فتسجل إندونيسيا أعدادًا كبيرة من الزوار السعوديين، حيث بلغ عددهم 126,294 في عام 2024، مع زيادة نسبيّة، لكنها ما زالت أقل من الطموحات. وتقوم السفارة الإندونيسية بتشجيع المشاركة في معارض مثل معرض الرياض للسفر في مايو 2025، لتعزيز السياحة الدينية مثل الحج والعمرة، مع وجود حوالي 241 ألف حاج إندونيسي سنويًا. وفي المستقبل، تسعى العلاقات بين البلدين نحو تعزيز الشراكة الشاملة، مع زيادة التعاون في قطاعات الطاقة، والصناعات الاستراتيجية، والتبادل الاجتماعي، مما يعكس تفاؤلاً كبيرًا في مجالات السياسة، والاقتصاد، والتواصل بين الشعوب.