آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والسياحي بين إنجلترا وعسير

في إطار زيارة رسمية لمقر غرفة تجارة وصناعة أبها، التقى القنصل العام البريطاني سيسيل البليدي بممثلي الغرفة لبحث فرص التعاون في مجالات الاقتصاد والسياحة. تم خلال الاجتماع تناول سبل تعزيز الشراكات بين الشركات السعودية والبريطانية، مع التركيز على استراتيجية تطوير منطقة عسير كمركز رئيسي للاستثمار. تأتي هذه اللقاءات ضمن جهود شاملة لتعزيز التبادلات التجارية ودفع الاقتصاد المحلي، خاصة في ظل الخطط المستقبلية الرامية إلى جعل المنطقة وجهة عالمية للسياحة والاستثمارات.
التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا
استعرضت زيارة القنصل العام البليدي لمنطقة عسير الأنشطة السياحية والاقتصادية النشطة في المنطقة، حيث تم بحث الخطط الاستراتيجية لتعزيز مكانة المنطقة عالميًا من خلال جذب الاستثمارات. وقد تناولت المناقشات كيفية دعم الفرص الاستثمارية في سياق الرؤية السعودية للتنمية، مع الاستفادة من تجارب بريطانيا في مجالات السياحة والتجارة. يعد هذا اللقاء خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين الجانبين، حيث يساعد في تبادل الخبرات والمعرفة لتحقيق نمو مشترك. وقد وصلت الاستثمارات السعودية في بريطانيا إلى 40 مليار ريال حتى عام 2022، مما يعكس العلاقات الوثيقة بين البلدين، بينما بلغت الاستثمارات البريطانية المباشرة في المملكة 18 مليار ريال حتى عام 2023. كما أسست أكثر من 60 شركة بريطانية مقرات إقليمية في السعودية، حيث يعمل حوالي 30 ألف موظف بريطاني في السوق المحلي.
الشراكات التجارية والفرص الاستثمارية
تعتبر بريطانيا سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وتحتل المرتبة الثانية في أوروبا بعد ألمانيا وفرنسا. كما تصدرت المرتبة الثانية من حيث تعادل القوة الشرائية بعد ألمانيا. هذه المكانة تجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات العالمية، حيث يحتل تعادل القدرة الشرائية للفرد المرتبة 17 عالميًا، والمرتبة 20 اسميًا. فضلاً عن كونها ثاني أكبر اقتصاد مالي على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، تمثل بريطانيا المركز الرئيسي للعديد من أكبر البنوك والشركات العالمية. تفتح هذه القوة الاقتصادية آفاقًا واسعة للتعاون مع السعودية، خاصة في قطاعات السياحة والتجارة، حيث يمكن لمنطقة عسير الاستفادة من الخبرات البريطانية في تطوير البنية التحتية وتعزيز الجذب السياحي. من خلال هذه الشراكات، يمكن تعزيز التبادل التجاري ودفع المشاريع الاستثمارية التي تركز على التنمية المستدامة، مما يدعم تحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030. كما أن الاستثمارات المشتركة في مجالات مثل التكنولوجيا والخدمات المالية يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة وتعزز الابتكار في المنطقة. مع تزايد الاهتمام العالمي بالسعودية كوجهة آمنة وواعدة، يبدو أن التعاون مع بريطانيا سيستمر في النمو، مما يعزز من مكانة عسير كمركز إقليمي للاستثمار. هذه الجهود ستساهم في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا وشمولية، مع التركيز على الاستدامة البيئية والاجتماعية في كل مشروع جديد.
تعليقات