الإسعافات الأولية: ضرورة تعليمية لطلاب جامعة الإمام

في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها العملية التعليمية، تبرز أهمية مهارات الإسعافات الأولية كعنصر أساسي لكل فرد، خاصة في مجتمعاتنا التي تتسم بالتغيير المستمر. يعكس هذا التوجه حرص الجهات المعنية على تعزيز الوعي الصحي من خلال المناهج الدراسية.
الإسعافات الأولية كجزء من المناهج التعليمية
كشف الدكتور جلال العويسي، رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، عن تطلعات الهيئة لدمج الإسعافات الأولية في البرامج التعليمية الرسمية. ويعتقد أن هذه الخطوة ستساعد في تكوين جيل مؤهل للتعامل مع الطوارئ بكفاءة. وأشار إلى ضرورة تخصيص السنة التحضيرية في الجامعات لتعليم هذه المهارات، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من رحلة الطالب الأكاديمية. فإن هذا النهج يمثل تحولًا جذريًا في الفهم التعليمي لجوانب الحياة العملية.
تعزيز المهارات في حالات الطوارئ
من جهتها، تعاونت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مع هيئة الهلال الأحمر السعودي لإدراج الإسعافات الأولية ضمن المهارات الأساسية في خططها التعليمية. وأوضح الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري، وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، أن هذا الاتفاق سيتضمن تسجيل هذه المهارات لجميع الطلاب، ليعزز من قدراتهم الشخصية في التعامل مع الحالات الطارئة كالإصابات والإغماء. هذا التحرك يهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع. ومن المتوقع أن يسهم البرنامج في تقليل مخاطر الحوادث عبر نشر المعرفة بين الشباب.
وفي هذا الإطار، يمكن لهذا التعاون أن يتوسع ليشمل برامج تدريبية أوسع تتضمن ورش عمل وتدريبات عملية لتعزيز المهارات التطبيقية. لن يقتصر هذا على الجامعات فقط، بل سيمتد إلى المدارس الثانوية لضمان نشر ثقافة الإسعافات الأولية من مراحل مبكرة. تسعى الهيئة والجامعة من خلال هذه الخطوات لبناء مجتمع أكثر أمانًا واستعدادًا للطوارئ، مما يعكس التزاماً بالقيم الإنسانية والصحية. كما أن هذا الاتجاه يدعم المبادرات الوطنية الرامية لتعزيز الاستجابة السريعة للكوارث، سواء كانت طبيعية أو عرضية. وبالتالي، يصبح التعليم أداة للحماية والوقاية إلى جانب كونه وسيلة لنقل المعرفة الأكاديمية.
إذا نظرنا إلى الأهمية المتزايدة لمهارات الإسعافات الأولية، فإن هذه البرامج قد تعزز من مستوى استجابة المجتمع للطوارئ، حيث يتعلم الطلاب كيفية تقديم المساعدة الفورية قبل وصول الفرق الطبية. يساهم التركيز على التدريب العملي في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأفراد وتقليل الخسائر في حالات الطوارئ. في النهاية، يمثل هذا التحرك خطوة متقدمة نحو تحقيق مجتمع أكثر تماسكًا ووعيًا، حيث يصبح كل فرد جزءًا من شبكة الدعم الصحي.
تعليقات