مشروع أرض التجارب: ثورة مستقبل النقل في ثول

مشروع أرض التجارب: ثورة مستقبل النقل في ثول

في خطوة تعزز من وضع المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار، تم الإعلان عن إطلاق مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل”، الذي يمثل منصة شاملة لاختبار أحدث تقنيات النقل المتقدمة. يمتد هذا المشروع على مساحة 1.56 كيلومتر مربع في حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في ثول، ويتم تنفيذه بالشراكة مع الجامعة وعدد من الجهات المحلية والدولية. يُعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث يركز على تطوير حلول نقل ذاتية، ذكية، ومستدامة في المجالات البرية، الجوية، والبحرية. من خلال هذا الابتكار، تسعى المملكة إلى جذب الشركات العالمية والناشئة، بالإضافة إلى الجهات الحكومية، لتعزيز الابتكار ودعم أهداف رؤية 2030 في مجال التنقل المستدام.

مشروع أرض التجارب لمستقبل النقل

يمثل مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” تحولًا نوعيًا في عالم التقنيات المتقدمة، حيث يوفر بيئة اختبارية متطورة تغطي تقنيات النقل البري والجوي والبحري. يركز المشروع على تطوير مركبات ذاتية القيادة وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، مستندًا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. يهدف هذا الجهد الاستراتيجي إلى تعزيز الابتكار العالمي، مع الالتزام بمبادئ الاستدامة والسلامة، مما يسهم في تحقيق الرؤية الوطنية لتحويل القطاع اللوجستي والنقلي. علاوة على ذلك، يدعم المشروع تطوير الكوادر الوطنية من خلال برامج تدريبية وأكاديمية، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.

منصة اختبار النقل

تعتبر منصة اختبار النقل جزءًا محورياً من المشروع، حيث تتيح اختبار تقنيات متقدمة مثل السيارات ذاتية القيادة ووسائل النقل الجوي الكهربائي، معتمدين على تقنيات حديثة تدعم الابتكار المستدام. وقد أكد قادة المملكة على أهمية هذه المنصة في تعزيز الاستراتيجية الوطنية، حيث صرح المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية: “هذه المبادرة ستعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للتنقل المستدام، من خلال بيئة اختبار متطورة تدعم الابتكار في النقل، تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية”. وأضاف الدكتور عبدالله الأحمري، مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية: “المشروع يدعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة، ويعزز دور المملكة كمركز إقليمي لصناعة السيارات والتقنيات المتقدمة”. من جهة أخرى، أكد البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست، على أن “هذه الشراكة ستكون محفزًا لتطوير حلول نقل مبتكرة، ونحن فخورون بدورنا في تشكيل مستقبل التنقل عالميًا”. تعكس هذه التصريحات التزام المملكة ببناء شراكات عالمية لتحقيق الريادة.

أما بالنسبة لأهداف وتأثير المشروع، فإنه يساهم في تعزيز السلامة المرورية وتطوير الاقتصاد المعرفيจาก خلال البرامج الأكاديمية في كاوست التي تركز على تدريب الشباب الوطني. كما يهدف إلى خلق بيئة تعاونية تجذب الاستثمارات العالمية، مما يدعم النمو الشامل. تتضمن خطة التنفيذ مراحل متعددة، بدءًا من تجهيز البنية التحتية، على أن يكتمل المشروع بحلول عام 2029. هذا النهج المنظم سيجعل المشروع علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو الريادة في مجال النقل، حيث يعزز الابتكار ويحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة. بفضل هذه الجهود، يصبح مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” نموذجًا عالميًا للتنمية المستدامة في قطاع النقل.