القهوة السعودية: أسرار وتقاليد في أحدث إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز

القهوة السعودية: أسرار وتقاليد في أحدث إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز

صدر كتاب بعنوان “القهوة السعودية” عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة، من تأليف سعيد بن عبدالله الوايل وأحمد بن حسن البقشي، في إطار برنامج النشر العلمي. يستعرض الكتاب موضوعات متنوعة تتعلق بالقهوة في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك تاريخها، انتشارها على مستوى العالم، وطرق زراعتها في عدة مناطق من البلاد. يتكون الكتاب من 254 صفحة تحتوي على صور ملونة، ويتناول كيف أصبحت القهوة رمزاً ثقافياً يعكس الكرم والتقاليد السعودية، إلى جانب الأدوات المستخدمة فيها ودلالاتها في الحياة اليومية، مثل دورها في تصميم البيوت التقليدية.

القهوة السعودية

يبرز هذا الكتاب أهمية القهوة كعنصر رئيسي في الثقافة السعودية، حيث يستعرض المؤلفان تاريخها من خلال النقوش الصخرية ومصادر قديمة، مُسلطين الضوء على انتشارها عبر طرق التجارة التقليدية مثل القوافل البرية والموانئ البحرية. يتناول الكتاب أيضاً الاستثمار في صناعة القهوة، موضحاً جهود الشركات الوطنية والمزارعين المحليين الذين يسهمون في تعزيزها كقطاع اقتصادي حيوي. يركز أحد الفصول على كيفية تكامل القهوة في التقاليد الاجتماعية، مثل آداب تقديمها للضيوف وارتباطها بالمناسبات اليومية، مما يجعلها رمزاً للكرم والموروث الثقافي. في الفصل الأول، يقدم المؤلفان لمحة تاريخية عن دور شبه الجزيرة العربية في الحضارات القديمة، حيث كانت الاتصالات التجارية مع الشعوب الأخرى عاملاً مهماً في انتشار البن.

انتشار البن

انتشر البن في المملكة العربية السعودية عبر موانئها الرئيسية مثل جدة والعقيق، حيث شكلت هذه الموانئ شرايين تجارة البن، إضافة إلى الأسواق التقليدية مثل عكاظ والمشقر وهجر والجرعاء في الأحساء. يوضح الكتاب كيف كانت المملكة وجهة رئيسية لصادرات اليمن، مما جعلها تحتل مرتبة تاسع أكبر مستهلك للقهوة عالمياً. في الفصل الثاني، يستعرضان تطور هذه التجارة عبر الأسواق التاريخية في الرياض ونجد، ويربطان ذلك بأسماء رجال العقيلات الذين كانوا لهم دور بارز في تعزيز هذه التجارة. كما يتناولان تاريخ القهوة، مشيرين إلى أن الطبيب العربي الرازي هو أول من ذكرها في كتابه “الحاوي”، وأن شجرتها كانت بدايتها برية في إثيوبيا أو اليمن قبل أن ينتشر زراعتها في أكثر من 70 دولة، مثل البرازيل وفيتنام. إضافة إلى ذلك، يركز الكتاب على هوية القهوة السعودية ودلالاتها الرمزية في البيئة العمرانية، مثل تصميم المجالس الخاصة بها في البيوت التقليدية، وأدواتها مثل دلة الفخار أو النحاسية وزخرفتها. يغطي الكتاب أيضاً طرق تحضير القهوة ودورها في الأدب السعودي، فضلاً عن الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع الذي يُعتبر عنصراً مهماً في الاقتصاد المحلي. من خلال الصور القديمة والحديثة، يُبرز الكتاب كيف أصبحت القهوة جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية، مما يعكس تطورها من تجارة تقليدية إلى ركن أساسي في الحياة اليومية.